تطور ساعات الجيب عبر التاريخ: كانت تخص الملوك والنبلاء

ساعة جيب محمولة من سلسلة

تميزت ساعات الجيب بأناقتها وتميزها، حيث اشتهرت بكونها ساعات الطبقة النبيلة، والملوك. بدء ظهور ساعة الجيب في نهاية القرن الخامس عشر، على يد مخترعها بيتر هنلاين، صانع الأقفال الألماني. كانت في البداية ساعة ثقيلة الوزن، يتم ارتداؤها حول العنق، واقتصرت على الحرفيين والنبلاء. من أشهر الشخصيات التي حرصت على استخدامها: دوق مودينا، البرت تي بار، مارشيسي دى مانتا.

قديمًا كانت تعامل ساعات الجيب القديمة باختلاف أنواعها، سواء كانت من الذهب، الفضة، الأحجار الكريمة، أو حتى المعدن مثل النحاس والبلاتين، معاملة القطع الأثرية، التي تورث كإرث عائلي ثمين، لقيمتها العالية في ذلك الوقت، والذي يصعب على عامة الشعب امتلاكها.

ساعة جيب يحملها شخص في يده

تطور ساعات الجيب عبر التاريخ

كان اختراع أداة لتحديد الوقت ضروريًا، لذلك تم تطوير طرق تحديد الوقت القديمة مثل الساعات الفلكية، المائية، والرملية، التي لم تكن دقيقة في حساب الوقت. لبدء صناعة الساعات المحمولة لا تعتمد على مصادر الطاقة الطبيعية في حساب الوقت، إنما تعتمد على نابض تشغيل رئيسي يضبط يدويًا، بعد انتهائه من الدوران لعدد معين من اللفات.

ولكنها لم تكن آلية عملية، لذلك تم تطويرها إلى آلية الحركة الميكانيكية والتي تعمل عن طريق حركة دوران التروس، المسئولة عن تحريك العقارب لتحديد الوقت. وكان في ذلك الوقت الساعات المحمولة يتم وضعها حول الرقبة في سلسال متين، معرض للعوامل المناخية.

ساعة الجيب الأولى

قام تشارلز الثاني عام 1675 بصناعة الصدريات، والتي كانت ثورة في عالم الأزياء ذلك الوقت. رغب صانعو الساعات تطوير الساعة المحمولة لتناسب جيوب الصدريات، ليسهل حملها بها. لذلك تم تطوير شكلها، لحلقة دائرية مسطحة، دون حواف خارجية حادة، خفيفة الوزن، يمكن وضعها داخل الصدرية بأمان. كانت في الصورة الأولية دون غطاء للوجه، كانت التروس والعقارب ظاهرة، يسهل تلفها. لذلك تم تطويرها مرة آخرى وتزويدها بغطاء من الأحجار الكريمة الشفافة، والزجاج.

أنواع ساعات الجيب

تنوعت ساعات الجيب من حيث الشكل والتصميم والإمكانيات، مع الحفاظ على صورتها الأصلية، بالشكل الدائري. تطورت ساعات الجيب عبر التاريخ لتناسب الذوق العام لكل حقبة تاريخية، والذي نتج عنه ظهور 4 أنواع رئيسية وهي:

ذات الوجه المفتوح

وهي من الساعات الشهيرة ذات الوجه المفتوح الكاشف عن البلورة الكريستال، دون وجود غطاء يحميها. ولكنها لم تكن عملية بشكل كافي، لسهولة كسرها عند تعرضها للسقوط، أو الخدش.

الصياد

تتميز ساعة جيب الصياد بعامل الحماية، فهي مزودة بغطاء معدني منفصل، يفتح ويغلق عن طريق مكبس صغير من الأعلى، لمعرفة الوقت. كما تنوعت تصاميمها لتشمل الغطاء السادة، المزخرف، المحفور، والمزين بالأحجار الثمينة. وكانت من أكثر الطقوس الخاصة بحامل تلك الساعة، هو حفر الأحرف الأولى من اسم صاحبها على الإطار الخلفي للساعة.

ساعات جيب حديثة

حافظت الساعات الحديثة على طراز ساعات الجيب القديمة، من حيث الشكل الخارجي. ولكن تم تطويرها من حيث الحركة الآلية لضبط الوقت، والتصاميم الكلاسيكية بلمسة عصرية، وكذلك الإمكانيات الحديثة. ومن أكثر الساعات الحديثة شهرة هي الساعات الهيكلية المكشوفة، والتى تظهر حركة الساعة الميكانيكية من الداخل. بالإضافة إلى ساعات الجيب الإلكترونية، التي تحتوي على خاصية الاتصال الهاتفي، وإظهار التاريخ.

fob watch (ساعة الممرضة المحمولة)

تعد واحدة من ساعات الجيب النسائية المميز من حيث التصميم، والحجم. فهي ساعة صغيرة الحجم يسهل حملها عن طريق حزامها القصير، والذي يأتي في شكل حزام من طرف واحد، مزود بمشبك لتثبته في الملابس. تطورت ساعة الفوب لتكون ساعة عملية خاصة للسيدات القائمين بمهام التمريض والفحص، خاصة عند قياس ضربات القلب.

ساعة جيب موضوعة بجوار كتاب عتيق

آلية الحركة الخاصة بساعات الجيب

تعد آلية الحركة الخاصة بساعات الجيب، هي ذاتها لساعات اليد. حيث كانت في بادئ الأمر تعتمد على آليات غير دقيقة، عشوائية. مما جعل صانعي الساعات يسعون حول تطويرها على مر العصور. ويمكن حصر آليات الحركة الخاصة بـساعة الجيب عبر التاريخ إلى:
الحركة الزنبرك: وهي نوابض مخزنة للطاقة تعمل على تحريك العقارب، ولكنها لم تكن دقيقة في حساب الوقت

الحركة الميكانيكية

وهي حركة أكثر عملية، تعتمد على حركة التروس الداخلية للماكينة، والتي تحافظ على انتظام حركة الوقت. هناك العديد من ساعات الجيب الميكانيكية حتى الآن وإن كانت طريقة ضبطها يدويًا مرهقًا بعض الشيء.

الحركة الكوارتز

الكوارتز هي الآلية الأكثر شيوعًا في العصر الحديث، سواء كانت لساعات اليد أو لساعات الجيب. فهي آلية كهربائية تعمل على ضبط الوقت تلقائيًا دون تدخل، من الإنسان، ويكون ذلك عن طريق بطاريات مخصصة للساعات، يمكن تبديلها كل فترة، لضمان تشغيلها بصورة دقيقة.

إكسسوارات ساعات الجيب

تنوعت إكسسوارات ساعات الجيب والتي تتمثل في ( السلسلة، الغطاء الأمامي، والحافظة) بالعديد من الأشكال، والتصاميم، باختلاف الحقب الزمنية، وصيحات الموضة الخاصة بها.

إكسسوارات ساعة الجيب في القرن الـ17

تميزت ساعات الجيب الأولى بالسلاسل الطويل الملحق لمسكها، ولكنها كانت غير عملية، لتعلقها بالأشياء أثناء الحركة، وأخذها لحيز كبير من الجيب. لذلك تم تطوير الحلقة الحاملة للساعة من السلسلة الطويلة إلى سلسلة قصيرة من المعدن، أو الجلد.

زينة ساعات الجيب في القرن الـ18

كان القرن الثامن عشر من العصور الغنية باكتشاف الأحجار الكريمة القيمة، لذلك تم استخدام تلك المجوهرات الثمينة في تزين ساعات الجيب، وسلاسل حملها

إكسسوارات القرن الـ19

كانت السيدات هن الأكثر استخدامًا لساعات الجيب، حيث كانت تحرص السيدة على تنسيق الساعة مع الفستان الخاص بها، من حيث اللون، النقوشات. كما كانت في بعض الأحيان تضعها في حافظة خاصة بها

إكسسوارات العصر الحديث

لم تختلف الإكسسوارات الحديثة كثيرًا عن القديمة، فهي تعتمد على السلاسل الحاملة للساعة، بأشكالها وخاماتها المتنوعة. ولكن يكمن الاختلاف في الغطاء الأمامي لها والذي أصبح أكثر عصرية من حيث التصميم والألوان، وطرق الغلق والفتح.

أغلى ساعات الجيب القديمة عبر التاريخ

عادة ما تكون ساعات الجيب القديمة إرث عائلي يصعب التخلي عنه، ولكن عند حدوث ذلك، يتم بيعه عن طريق عرضه في المزادات الخاصة بالتحف والقطع الأثرية، والتي تم المزايدة من خلالها و بيع أغلى 5ساعات جيب قديمة وهم:

Breguet Marie-Antoinette Grande Complication 

ساعة جيب مميزة استغرق تصنيعها 45 عامًا، وكانت هدية للملكة ماري أنطوانيت. تم بيعها بما يقدر 30 مليون دولار.

ساعة هنري جريفز جونيو:

ساعة فريدة من نوعها، تتميز بالتقويم السماوي الفريد، بالإضافة إلى صناعتها من الذهب الخام. تم بيعها في مزاد علني إلى متحف جنيف بمبلغ 24 مليون.

ساعة جيب Jehan Cremsdorff:

وهي من أعرق ساعات الجيب في العالم حيث يعود عمرها إلى 370 عامًا. تميزت بالهيكل الذهبي والميناء الأزرق الثمين، بالإضافة إلى أحجار الماس. تم بيعها عام 1986 بمبلغ مليون دولار إسترليني.

روبي فلور دي ليس

ساعة ماري آن (أرشيدوقة النمسا)، تتميز بصناعتها من الذهب الخالص، المرصع بأحجار الألماس والياقوت. بيعت عام 2018 بمبلغ 26 ألف دولار.

ساعة جايد بيل اليابانية

ساعة جيب يابانية نادرة،تميزت بالأحرف اليابانية القديمة المحفورة بداخلها. بيعت تلك الساعة عام 2010 بمبلغ 32.500 ألف دولار.

أغلى ساعات الجيب الحديثة

هناك العديد من ساعات الجيب الحديثة المميزة، المصنوعة من أجود الخامات، والمرصعة بالأحجار الثمينة، بالإضافة إلى إمكانياتها المتطورة ومنها:
ساعة Star Caliber 2000: تعد من القطع الثمينة، المصنوعة بالكامل من الذهب الأصفر. والتي وصلت قيمتها إلى أربعة ملايين دولار.

ساعة جورج دانيلز

وهي ساعة تاجر ساعات إنجليزي قام بصناعتها من الذهب الخالص، وزودها بإمكانيات متطورة لترفع من قيمتها، ثم قام ببيعها عام 1988 بمبلغ 4.32 مليون دولار.

Yellow Gold Patek Philippe

تعد من الساعات الأكثر تعقيدًا في العالم، من حيث آلية الحركة. مصنعة من الذهب الأصفر الخالص. تم بيعها عام 2015 عام بما يقدر 5 مليون دولار.

Patek Philippe White Gold Caliber 89

قطعة فنية أخرى من صناعة باتيك فيليب المتخصص في صناعة المجوهرات الفاخرة. تتميز ساعة جيب باتيك، بالهيكل المصنوع من الذهب الأبيض، والتقويم المزدوج. بلغ ثمنها ما يقارب 7 ملايين دولار.

اسئلة شائعة حول ساعات الجيب

 متى تم اختراع ساعة الجيب؟

تم اختراع أول ساعة جيب في القرن الخامس عشر، تحديدًا عام 1510، على يد بيتر هينلين.

كيف كانت تعمل ساعات الجيب قبل البطاريات؟

كانت تعمل بالحركة الزنبرك، السابق ذكرها في الأعلى.

هل ساعة الجيب قديمة الطراز؟

لا يمكن القول بأن ساعات الجيب حديثة الطراز، ولكن هناك عدد من الساعات المحمولة المقتبسة منها مثل الـ Stop Watch المتطورة. أما عن ساعة الجيب الكلاسيكية فهي بالفعل قديمة الطراز.

RELATED ARTICLES