
عمرنا ما هو إلا مجموعة من الدقائق والساعات، فالوقت أغلى وأقيم ما نملك. وبالتأكيد تسائلت من قبل متى وكيف عرف الإنسان الساعة، وكيف كانت تتم عملية قياس الوقت قديمًا، تاريخ صناعة الساعات مثير للإعجاب بشكل كبير. فقد مرت هذه الصناعة بمراحل عديدة حتى تصل إلينا الآن بشكلها الحالي. وتطورت سريعًا بما يتوافق مع احتياجات العصر الحديث.
طرق قياس الوقت قديمًا
اليوم يمكننا بسهولة معرفة الوقت عن طريق ساعتنا اليومية. ولكن بالتأكيد قديمًا كان الأمر أكثر تعقيدًا، فقد كان الكثير يعتمدون بشكل أساسي على حدسهم فقط. وبالتأكيد هذه الطريقة ليست دقيقة ومن هنا جاءت الحاجة لإيجاد وسيلة عامة وأكثر وضوحًا وأكثر دقة يمكن من خلالها تحديد الوقت.
الساعة الشمسية: تنفع فقط نهارا!
الإنسان البدائي اعتمد بعملية قياس الوقت على موقع الشمس، فقد كان يحدد التوقيت بناءً على متابعته ودراسته لمكان الشمس. وهذه الطريقة كانت تسمى (المزولة) نسبة إلى الأداه المستخدمة في عملية قياس الظل الساقط على الأجسام.
فالظل يمكن من خلاله بسلاسة معرفة موقع الشمس في السماء. وبهذا يتم استنباط التوقيت. وتم الاعتماد على هذه الوسيلة لفترة طويلة.
اخترع المصريون القدماء الساعة الشمسية حوالي عام 3500 قبل الميلاد، ولذلك هذا النوع من الساعات يعد الوسيلة الأقدم لقياس الوقت بشكل دقيق.
ولكنها لم تكن دقيقة بالشكل الكافي، ووجد الإنسان البدائي صعوبة شديدة في التعرف على الوقت أثناء الليل، أو في حالة كان الجو غائم والسحب تملأ السماء.
الساعة المائية
كان من الصعب الاعتماد على الشمس فقط في تحديد الوقت، خاصة في الأيام الغائمة وغير المشمسة ولذلك كان من الضروري البحث عن وسيلة بديلة يمكنها قياس الوقت ليلًا.
لاحظ البعض أن المياه تدفق وتنساب بمعدل وسرعة ثابتة عند وضعها بوعاء مثقوب. ومن هنا جاءت فكرة الساعة المائية. فيتم استخدام وعاء حجري ممتلأ بالماء به مجموعة من الثقوب، ويتم متابعة مدة انتهاء المياه من الوعاء.
والساعة المائية ظهرت باليابان عام 250 قبل الميلاد، وكان الهدف الأول من صنعها معالجة مشاكل وعيوب الساعة الشمسية.
وبالحضارة الهندوسية كان يطلق على الساعة المائية ساعة الفيل، وذلك لأنها كانت تأخذ شكل الفيل احترامًا لحضارتهم ومعتقداتها. وكان يتم ضبط هذه الساعة مرتين في اليوم، عند الشروق وعند الغروب أيضًا.
الساعة الرملية: لحساب مرور ساعة واحدة فقط!
;
بالتأكيد رأيت من قبل الساعة الزجاجية الرملية، هي آله بدائية بسيطة تم اعتمادها لقياس الوقت بشكل رسمي بالقرن الثامن بفرنسا، ولكن يقال أن الفراعنة في الأساس هم أول من استخدموها.
والساعة مصنعة بالكامل من الزجاج، ومكونة من جزئين متصلين عموديًا، ومن المنتصف هناك فتحة صغيرة للغاية ينتقل منها الرمل داخل الساعة الزجاجية، وتبعًا لكمية الرمل بالساعة والفترة المستغرقة لانتقاله بين الجزئين، يتم حساب التوقيت. ويتم قلب الساعة الرملية لإعادة حساب الوقت مرة أخرى.
وهذه الأداه كانت الوسيلة الأساسية لقياس الوقت لفترة طويلة، وكان يعتمد عليها البحارون طوال مدة بقائهم بالمحيط.
الساعة الشمعية
ظهرت الساعة الشمعية في الأصل ببلاد الصين، ثم انتشرت ووصلت إلى اليابان والهند. فهي عملية للغاية وطريقة صنعها بسيطة، فيتم وضع الشمع في صندوق زجاجى بإطار خشبي، مع تحديد وزن كل شمعة، ويتم متابعة مدة احتراق الشمعة، لاستنباط التوقيت.
الساعة ذات التروس
مع الوقت كان هناك قفزة كبيرة بمجال صناعة الساعات، وظهرت الساعات ذات التروس والموازين. وفتح هذا النوع المجال لابتكار الساعات الميكانيكية بشكلها الحالي بعد ذلك. والنسخة الأولى من الساعة كانت تشبه بشكل كبير الساعات المائية، ولكن بعد استبدال الماء بالزئبق.
أبراج الساعة
عام 996 ميلاديًا أراد رجال الدين المسيحي وضع مواعيد محددة للصلاة بالكنائس وبالدير. ولذلك قاموا بتطوير وسيلة لضبط وتحديد الوقت، ومن هنا جاءت فكرة ساعات الدير وأبراج الساعة.
وساعة الدير الأولى في التاريخ كانت على يد البابا سيلفستر التاني عام 996 ميلاديًا. وهذه الخطوة الهامة أثرت بشكل إيجابي على الحياة الكنيسية بأوروبا.
وفي القرن الرابع عشر تحديدًا بغلاستونبري قام البابا بيتر لايتنفوت ببناء برج للساعة ضخم للغاية. وصارت اليوم واحدة من أقيم المعالم بمتحف العلوم بلندن. فهي واحدة من أقدم الساعات على الإطلاق.
الساعة البندول تدخل المنازل
الساعة البندول بشكلها المتعارف عليه ظهرت للمرة الأولى عام 1656 ميلاديًا على يد العالم كريستيان هيغنز.
اعتمدت هذه الساعة بشكل أساسي على الجاذبية الأرضية، فقوة الجاذبية هي المسؤولة عن تحريك البندول. وبمعرفة عدد حركات البندول يتم التعرف على الوقت بشكل دقيق.
أول ساعة ميكانيكية
الساعات الميكانيكية من أهم الاختراعات بالعصر الحديث. فقد أحدثت تأثير وتغيير كبير على جميع الفئات. وتم تصنيع أول ساعة ميكانيكية بإنجلترا تحديدًا بكاتدرائية سالزبوري.
فكانت تقم بالرن على رأس كل ساعة، وبهذا تمكنك من التعرف على الوقت، ونالت الساعة الميكانيكية إعجاب العلماء من مختلف البلدان. وتم ابتكار ساعات مشابهة بإيطاليا بعد ذلك.
كيف تعمل الساعة الميكانيكية؟
الساعة الميكانيكية تعمل بشكل آلي عن طريق زنبرك ميكانيكي أطلق عليه العلماء مسمى النابض الأساسي. وهو المسؤول عن حركة عقارب الساعة. والنابض يتحكم بسرعة دوران العجلات المسننة والتروس التي تشير إلى الوقت.
وهذا النوع من الساعات لا يحتاج إلى بطارية، فهي تستمد طاقتها عن طريق نبض اليد. ولذلك هذا النوع يحتاج إلى دقة كبيرة طوال عملية التصنيع والتصميم.
ساعة الجيب
لاحظ العلماء الأهمية الكبرى لمعرفة الوقت بشكل دقيق وبصورة دورية، ومن هنا ظهرت الحاجة لابتكار ساعة تكن مرافقة للشخص دائمًا.
وخلال القرن السابع عشر تم ابتكار ساعة الجيب، فالساعة ترفق بها سلسة قصيرة وتوضع بالجيب ولذلك اتصف هذا النوع بالعملية وسهولة الاستخدام.
أول ساعة يد
هناك تضارب كبير في المعلومات فيما يخص تحديد من هو صانع أول ساعة يد في العالم، ولكن تبعًا للأراء التاريخية الرائجة فتم تصنيع أول ساعة عام 1810 ميلاديًا، على يد العالم بريجيه. وتم إهداء الساعة إلى كارولين بونابرت أخت نابليون بونارت. وكانت في هذه الفترة ملكة نابولي. وكان من المعروف حبها الشديد للمجوهرات القيمة والثمينة.
وكانت ساعة اليد يتم تصنيفها كواحدة من أقيم وأهم المجوهرات الأنثوية، ولم تكن في البداية مخصصة للرجال.
ولكن مع الوقت تطورت ساعة اليد سريعًا، وأثناء الحرب العالمية الأولى لاحظ الرجال كونها عملية للغاية في المقام الأول. ولذلك استعانوا بها لمعرفة الوقت بشكل دقيق.
يمكنك البحث من بين ساعات رجالية عديدة لتجد ما يناسبك، يوفرها الركن السويسري لتناسب كل الأذواق. ويوجد كذلك مجموعة فخمة من الساعات النسائية وكذلك ساعات للأطفال.
ومع الوقت أصبح هناك اختلاف كبير بأشكال وتصاميم الساعات لتلائم كل الأذواق.
وسريًعا انتشرت ساعات اليد، وكانت بالقرن التاسع عشر خاصة فقط بعلية القوم. فهي دليل على ثراء الشخص وعلى علو مكانته وقيمته بالمجتمع.
ساعات الكوارتز
كان هناك قفزة كبيرة للغاية بمجال صناعة الساعات. فتم الاعتماد على الطاقة الكهربائية وأسماها العلماء (تقنية الكوارتز). ولكن تم استخدام هذا النوع في الأساس بالمجالات العلمية، وكانت عنصر هام وأساسي بالمعامل بسبب دقتها، مما وفر عملية وسهولة الاستخدام. ولكن تحتاج هذه الساعات لبطارية لتزويدها بالطاقة.
وظهرت ساعة الكوارتز الأولى باليابان، وكانت في البداية حكر فقط على الأغنياء وأصحاب الطبقة العليا. ومع الوقت قام الصناع بإضافة المجوهرات والأحجار الثمينة للساعة لإضافة قيمة خاصة.
سيطرت ساعات الكوارتز على السوق لفترة طويلة، ولكن بأواخر الثمانينيات احتلت الساعات الميكانيكية الصدارة مرة أخرى، لأنها جمعت بين العملية والجودة العالية
صانعو الساعات
على مدار العصور كان هناك اهتمام بالغ بصناعة الساعات، وكان صُناع الساعات من أمهر الحرفيين. وفي البداية كان الماهرون في هذه الصناعة من العاملين بمجال الأقفال وصناعة وتشكيل المجوهرات.
وتعد فرنسا الدولة الرائدة بهذا المجال، ومنها جاء أهم الأسماء بمجال صناعة الساعات مثل جوليان لوروا. الذي ابتكر تصاميم عصرية مميزة وفريدة من نوعها واستعان بأحدث التقنيات لتوفير في النهاية أعلى جودة بدقة عالية.
ومراكز صناعة الساعات الأولى انتقلت من فرنسا إلى ألمانيا، وذلك بعد أحداث الثورة الفرنسية. ومن ثم سيطر الإنجليز لفترة طويلة على هذا المجال، حتى أصبحت سويسرا صاحبة المركز الأول بمجال صناعة وتطوير الساعات. وحتى يومنا هذا ما زالت تحتل منصب الصدارة.
وبصورة دورية يسعى العلماء لابتكار طرق وأساليب جديدة بصناعة الساعات، لضمان الحصول على قياس دقيق للوقت.
صناعة الساعات في جنيف
كان هناك اهتمام خاص بصناعة الساعات بجنيف، فاشتهرت سويسرا بصناعة أفضل وأقيم الساعات. بل واليوم نلاحظ انها تحتكر بشكل عالمي على صناعة الساعات الفاخرة، ونسبة كبيرة من اقتصاد سويسرا اليوم يعتمد بشكل أساسي على هذه الصناعة.
وأهم العلامات التجارية العالمية الخاصة بمجال الساعات نجد مقرها الأساسي بجنيف، فهناك ما يزيد عن 500 شركة ناشطة بهذا المجال. الذي يوفر الآلاف من فرص العمل كل عام.
وقد بدأ الاهتمام بالساعات بشكل أساسي مع بداية السبعينات، ولكن تم إنتاج المئات من الموديلات والأنواع المختلفة التي نالت شهرة واسعة بالعالم كله مع بداية الألفينات.
التصاميم السويسرية استطاعت الجمع بين الجودة ودقة التصنيع، وبين الرفاهية والمظهر الجذاب والمميز، بجانب بالطبع الاعتماد على أحدث الوسائل والمعايير التكنولوجية. ولذلك بها الساعات الأغلى ثمنًا بالعالم.
ولذلك إذا كنت تبحث عن ساعة قيمة بجودة عالية وشكل مميز، بالتأكيد نرشح لك اختيار أحد منتجات الركن السويسري. ومن أشهر العلامات التجارية العالمية للساعات: مونتانا، DK، جي اف، Von Dutch ،Bossini، دايموند هيل، وساعات جيس.
الساعات الرقمية
في الوقت الحالي ومع التقدم التكنولوجي السريع وانتشار الهواتف الذكية ظهرت على الساحة الساعات الرقمية. التي تتيح إمكانية معرفة الوقت بشكل دقيق عن طريق شاشة رقمية ذكية. وبجانب معرفة التوقيت يمكن أيضًا ضبط المنبه بجانب العديد من الخدمات التقنية الأخرى.
ومؤخرًا تم اعتماد المواد التالية بصناعة الساعات، وذلك لجودتها العالية: الفضة، ستانلس ستيل، ذهب، التيتانيوم، ألياف الكربون، البلاتين، الألومنيوم، السيليكون، السيراميك.
وبابتكار الساعات الرقمية كان هناك تغيير كبير بطبيعة الصناعة بالكامل. فتم الاعتماد على أحدث التقنيات التكنولوجية، لتصبح الساعة تشبه بشكل كبير الهاتف الذكي.
الساعات الذكية اليوم أصبحت تشبه بشكل كبير شاشات الأجهزة الإلكترونية، وتضم عدد كبير للغاية من الإمكانيات والمزايا. وبهذا استطاعت الساعة على مدار العصور مواكبة التطور وتقديم ما يحتاج إليه المستهلك.